لم تكن مجرد مباراة !!

من يتابع كرة القدم الأمريكية هذه الأيام، يدرك أننا أمام مشهد لا يختلف كثيرًا عما عشناه في أوروبا قبل سنوات. ليونيل ميسي، ذلك الساحر الذي اعتدنا أن نراه في كامب نو ينسج خيوط السحر بقدمه اليسرى، يعيد إنتاج الحكاية ذاتها ولكن على أرض جديدة، في دوري لم يكن يحلم يوماً أن يضم أساطير من وزنه.

إنتر ميامي لم يهزم نيويورك سيتي فقط برباعية قاسية، بل كشف هشاشة فريق يعيش على الأطلال. 4-0 نتيجة لا تحتمل التأويل، لكنها في الحقيقة كانت أكثر من مجرد أهداف. كانت رسالة بأن كرة القدم في أمريكا لن تعود كما كانت بعد قدوم ميسي ورفاقه.

درس تكتيكي من ماسكيرانو

ماسكيرانو، رفيق الدرب القديم، قرأ المباراة كما يقرأ القائد ميدان المعركة. اختار 4-4-1-1، خطة بسيطة لكنها مليئة بالمعاني. ضغط، تنظيم، وحسم في الثلث الأخير. بينما نيويورك سيتي وقف عاجزًا بخطة 4-2-3-1، كمن يحاول إيقاف الطوفان بيديه العاريتين.

ميسي وصواريز وبوسكيتس.. الثلاثي الذي لا يشيخ

كرة ميسي في الهدف الأول كانت كأنها مقطوعة من فيلم قديم شاهدناه مئات المرات مع برشلونة. بوسكيتس يمرر.. ميسي يستلم.. والكرة تسكن الشباك.
أما سواريز، فقد أثبت أن الصياد لا يفقد غريزته، حتى لو تقدمت به السن. ركلة الجزاء كانت مجرد توقيع أخير على وثيقة انتصار تاريخي.

نيويورك سيتي.. فريق بلا روح

الفارق بين الفريقين لم يكن في الأسماء فقط، بل في العقلية. إنتر ميامي يلعب بروح البطل الذي يريد كتابة التاريخ، بينما نيويورك سيتي ظهر كفريق عادي لا يعرف كيف يتعامل مع لحظة الحقيقة.

كلمة أخيرة

كرة القدم ليست مجرد أرقام وإحصائيات، لكنها لغة الروح والإرادة. وإنتر ميامي قال كلمته بوضوح: نحن هنا لنغير وجه اللعبة في أمريكا.
ميسي لا يزال يكتب التاريخ، وكل من يشكك في ذلك عليه أن يشاهد ما حدث في نيويورك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *